أكبر الكبائر: الشرك بالله تعالى!
أنواعه - أسبابه - نتائجه - الوقاية منه
(دراسة قرآنية موضوعية)
قال تعالى: ﴿ إِنَّ
اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ
لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً
عَظِيماً ﴾. (النساء: 48). وقال تعالى أيضاً: ﴿ إِنَّ
اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ
لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً
﴾. (النساء: 116).
فقد دلت الآيتان دلالة يقينية صريحة، بلا لبس ولا غموض،
على أن جريمة الشرك بالله مستثناة من دائرة الغفران، فقد يغفر لعبده كل
ذنب!، ويتجاوز عن كل سوء وتقصير وسهو وغفلة مما قد يقع من العبد في حياته!،
ولكنه سبحانه حاشاه أن يغفر الشرك، لما في الشرك من آثام بحق الله وحق
العبد نفسه.
وعليه "فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه، وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم"-
شرح العقيدة الطحاوية، بتخريج الألباني، ص (89)، وفي الاتجاه نفسه تسير
السنة النبوية، ولذلك ورد التحذير من الشرك في صدارة وصايا الرسول - صلى
الله عليه وسلم - لأصحابه، فعن معاذ، قال: أوصاني رسول الله - صل الله
عليه وسلم - بعشرِ كلماتٍ، قال: (لا تشركْ باللهِ شيئاً، وإنْ قُتلتَ أو
حُرِّقتَ)... ثم ذكر باقي الوصايا. وعن ابن مسعود، رضي الله عنه، قال: قال
رجل: يا رسول الله! أي الذنب أكبر عند الله؟. قال: (أن تدعوَ لله نداً وهو
خلقك)، وبالمقابل وعد الرسول - صلى الله عليه وسلم - الموحدين بالجنة، ففي
الحديث: (من مات وهو يعلمُ أنه لا إله إلا الله دخل الجنة).